الشيخ محمد العليط ـ حفظه الله ـ من العباد الزهاد في هذا العصر نحسبه كذلك والله حسيبه ، وله قصص معروفة ومتداولة وهي عجيبة تدل على زهده وعبادته .
وأما جلوسه في المسجد فهو يجلس في مسجد المطوع شرق سوق الخضار في بريدة كل يوم تقريباً لطلاب العلم وغيرهم ، فالجلسة الأولى من طلوع الشمس والجلسة الثانية بعد الظهر والثالثة بعد العشاء ، ويقرأ عليه الطلاب ، فبعضهم يقرأ حفظاً من القرآن ثم الآخر يقرأ شيئاً من صحيح البخاري وبعضهم في كتب أئمة الدعوة وبعضهم في الآداب الشرعية وتهذيبها وبعضهم في كتب ابن رجب وبعضهم في كتب ابن القيم وغير ذلك من كتب الرقائق والسير ووو .
والشيخ يعلق ويشرح تعليقات بسيطة متواضعة بصوت منخفض ولكن تجد فيها خيراً ، وأحياناً تجده يبكي بشدة ، وأحياناً يذكر قصصاً طريفة .
ومجلسه الذي بعد طلوع الشمس متميز ، فإنك تجد بعض الذين يقرأون على الشيخ قد تجاوزت أعمارهم الخمسين والستين لا يفترون ولا يغيبون ، وفي الدرس أيضاً شيء من القهوة والشاي .
والشيخ كبير في السن وله سنوات عديدة وهو على هذه الحال نفع الله به وحفظه من كل مكروه .
وقد قرأ عليه عدد من العلماء منهم الشيخ المحدث سليمان العلوان فرج الله همه ، فقد جاء في سيرته أنه حفظ عليه الأصول الثلاثة - وبعض زاد المستقنع وسلم الأصول لحافظ حكمي - وفضل الإسلام لمحمد بن عبد الوهاب - وقرأ عليه جامع العلوم والحكم لابن رجب وزاد المعاد لابن القيم وغيرها .
وكذلك الكثير من طلاب العلم استفادوا منه وجلسوا في حلقته وقرأوا عليه .
وننتظر من يكتب ترجمة للشيخ ويذكر فيها بعض مواقفه وقصصه العجيبة وشيوخه وتلاميذه ، فإني لا أعلم من ترجم للشيخ ترجمة وافية وهو يستحق ذلك حفظة الله